غياب مشاركة اليمن الجنوبي: العنصر الاستراتيجي المفقود في الجهود الرامية الى وقف هجمات الحوثيين على السفن
الهاتف اونلاين 19 نوفمبر 2024
لا يزال الحوثيين يهاجمون السفن المارة عبر ممر البحر الأحمر وخليج عدن منذ ما يقرب من عام .ولا توجد إشارات حتى الآن بانهم سيتوقفون عن استهدافهم لحرية الملاحة
بالرغم من غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد اهداف تابعة للحوثيين منذ مطلع العام الجاري ردا على هجماتهم البحرية.
في نظرنا تفتقد محاولات التصدى لعربدة الحوثيين واخلالهم بالامن البحري في واحد من اكثر الممرات حيوية للتجارة العالمية الى عنصر استراتيجي هام وهو غياب مشاركة اليمن الجنوبية في هذه الجهود. طبعا توجد عوامل اخرى تفسر الفشل حتى يومنا هذا فى كبح جماح الحوثيين ومنها امتناع البلدان المطلة على البحر الاحمر كالسعودية عن استخدام امكانياتهم الاقتصادية والعسكرية والسياسية للضغط على الحيوثيين خوفا من هجمات حوثية انتقامية على اراضيهم بالإضافة الى عزوف الصينيين والروس عن المشاركة في العمليات البحرية الجارية في البحر الاحمر وخليج عدن لردع الحوثيين
ولكن الاهم من ذلك كله هو غياب الادراك في الاوساط الدولية بان الحوثيين سيكونون اكثر عرضة للخطر من داخل اليمن نفسها وليس من القوات الدولية.وفي هذا السياق تعتبر اليمن الجنوبية التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين المرشح الاقوى من الناحية الاحتمالية لمقارعة هذه الجماعة التي تتمركز في شمال اليمن فيما لو قدم العالم للجنوبيين دعما عسكريا ودبلوماسيا وإقتصاديا موازيا لما يحصل عليه الحوثيين من ايران
فاليمنيين الجنوبيين هم اكثر دراية عن غيرهم بنقاط ضعف الحوثيين عسكريا وماليا وماذا يوجعهم وكيفية تسديد ضربات مؤلمة اليهم تجبرهم على الكف عن مواصلة هجماتهم ضد السفن .كما انهم على معرفة تامة بالطرق والممرات التي يستخدمها الحوثيين للتمويه على عمليات تهريب الاسلحة القادمة اليهم من ايران وإخفائها من اعين الدوريات البحرية لغاية ايصالها الى الموانئ التي يسيطرون عليها
لذلك وبحكم وجودهم على الأرض فان الجنوبيين قادرين على سد الفجوات الكبيرة في الجهود الدولية لمنع وصول امدادات الاسلحة الى الحوثيين
وبما انه لا يوجد بصيص من الامل في عودة جنوب اليمن الذي كان يعرف بالجنوب العربي قبل الاستقلال عن بريطانيا في 1967 الى الوحدة مع شمال اليمن مرة اخرى فلقد حان الوقت لان تنظر الاسرة الدولية في قضية الجنوبيين ومطالبهم بالحصول على اعتراف دبلوماسي لدولتهم القائمة في نطاق الحدود التي ورثوها من الاستعمار البريطاني.ومما لاشك فية ان خطوة دبلوماسية كهذه ستكون بمثابة حافز قوي يدفع الجنوبيين الى بدل كامل مقدراتهم من اجل وضع حد للهجمات التي يشنها جماعة الحوثيين على سفن التجارة العالمية اثناء مرورها في البحر الاحمر وخليج عدن
Leave a comment