Latest News

للتغلب على داعش الصومال يجب حرمانه من حاضنته القبلية في بونتلاند و امدادات الاسلحة من الحوثيين

الهاتف اونلاين 6 يناير 2025

عملية الدهس الارهابية بنيو اورلينز التي نفذها الاربعاء الماضي مواطن امريكي اعتنق فكر تنظيم داعش طغت على اخبار هجوم ارهابي آخر اكثر خطورة شنته داعش الصومال على معسكر لقوات اقليم بونتلاند قبل حادثة نيو اورلينز بساعات قليلة
ومن المعلومات المتوفرة قام 12 من مقاتلي تنظيم داعش بهجوم انتحاري على تمركز لقوات بونتلاند ومقر امداد بقرية درجالي بمنطقة اسكوشوبان في الثلاثاء الماضي. واكد الناطق لقوات بونتلاند النقيب يوسف محمد مقتل 9 انتحاريين ينحدرون جميعا من 7 جنسيات اجنبية. وارجعت مصادر محلية مختلفة الخسائر المرتفعة لقوات بونتلاند التي قدرت بنحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى الى النوعية المركبة للهجوم من ناحية الدقة في النتفيذ مما يبرهن على الاعداد المكثف المسبق للعملية الارهابية
كانت بونتلاند قبل عدة ايام من هذا الهجوم قد اعلنت عن استعدادات في صفوفها لشن عمليات عسكرية ضد مقاتلي داعش الذين يتخذون من المناطق الجبلية القريبة من ميناء بوساسو ملاذاٌ لهم. واشار المراقبون الى ان تنظيم داعش بهجومه على القوات المكلفة بملاحقته اراد ان يثبت لمناصرية بأنه قادر على تحدي السلطات عن طريق إفشال خططها الامنية

العمليات الميدانية لداعش الصومال منذ انشائه في عام 2015 ظلت محدودة حيث تركز نشاطة على الجوانب التنظيمية لتعزيز نفوذه المحلي وتوسيع مساحة قاعدته وجمع الاموال لتغطية الاحتياجات المحلية مع تصدير الفائض في الموارد المالية للافرع المختلفة للتنظيم الام فضلا عن تقديم الدعم اللوجيستي لهذه الافرع
ولكن هجوم بونتلاند الاخير يؤشر على نجاح فرع الصومال ليس في اعادة ترتيب صفوفه فقط وانما إتخاذه ايضا استراتيجية جديدة تسمح له توسيع عملياته العسكرية من جهة والاستمرار في مزاولة دوره كجبهة اسناد لوجيستي وتمويل للافرع من جهة اخرى مما يدفع المراقبين الى الاعتقاد بان الساحة الصومالية ستكون مرشحة لتنامي النشاط الارهابي ليس فقط فيما يتعلق بداعش الصومال وإنما ايضا لوجود حركة الشباب التي لا تشكل تهديدا للصومال وحده بل تحولت إلى خطر إقليمي يحسب له حساب
معظم قادة ومقاتلي داعش الصومال ينتسبون الى عشيرة واحدة تدعى علي سليبان وهى احدى فخائد قبيلة المجيرتين التي تقطن اقليم بونتلاند التابع لجمهورية الصومال الفيدرالية والذي تحده جمهورية ارض الصومال من جهة الغرب. وتعتبر هذه العشيرة الحاضنة الشعبية التي توفر الحماية والمساندة والمعلومات الاستخبارية لقوات داعش. ويعتمد فرع داعش على شبكة مهربين تتكون من ابناء العشيرة تتيح له إغتناء الاسلحة من جماعة الحوثيين اليمنية ونقلها عبر خليج عدن الى المنطقة الساحلية الواقعة بشمال شرق بوساسو والتي يسطر عليها التنظيم قبل ايصالها الى الملاذ الآمن للمقاتلين في جبال عل مادو الوعرة . وتستخدم داعش نفس شبكات التهريب لنقل المقاتلين الاجانب القادمين من اليمن وشمال افريقيا. وتعتبر بونتلاند ايضا معقل القراصنة واهم مراكز تهريب البشر والاسلحة في القرن الافريقي .ويشارك الكثير من مسؤولي ادارة الاقليم في الانشطة غير القانونية المذكورة لتكوين الثروات .
من الواضح ان الحل العسكري ليس كافيا لهزيمة داعش الصومال وان التغلب عليه يتطلب ايضا حرمانه من الحاضنة القبلية التي توفر له الغطاء والدعم و تيسر له الامدادات. ولن يتم ذلك إلا بتحييد هذه الحاضنة وإقناعها بالتخلي عن هذا التنظيم الارهابي . ولعلى اولى واهم الخطوات التي ينبغي اتخادها هى معالجة جذور الازمة المتمثلة في التهميش السياسي الذي يتعرض له ابناء علي سليبان من قبل عشيرة محمود سليبان التي تنفرد بالسلطة في الاقليم وضرورة العمل لانهاء هذا التهميش.

Connect with us on Facebook

Leave a comment

Your email address will not be published.


*