Paris,May 4,2021
حذر تقرير فرنسي من أن تنظيم القاعدة يخطط لتكرا تجربة حركة طالبان، في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعدما بات التنظيم يعتبر باريس ”العدو الأول“.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، الأحد، إلى أن باريس لم تكن ذات أهمية كبيرة بالنسبة لخطط زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، بينما يعتبر خليفته أيمن الظواهري، فرنسا ”عدو الإسلام“ منذ حملة الجنرال بونابرت إلى مصر في 1798-1799.
وأوضح التقرير أن ”الفرع الأكثر نشاطا لشبكة القاعدة العالمية، هو مجموعة دعم الإسلام والمسلمين“ التي تم تشكيلها في مارس 2017 تحت سلطة إياد أغ غالي، زعيم الطوارق في جماعة أنصار الدين الناشط في شمال مالي بالإضافة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي“.
ولفتت الصحيفة، إلى أن إياد أغ غالي، ”يتعهد بالولاء للظواهري نيابة عن مجموعة دعم الإسلام والمسلمين مما يضخم الخطاب المناهض للفرنسيين“.
وفي مارس 2018، شن التنظيم هجوما منسقا على وسط واغادوغو استهدف كلا من السفارة الفرنسية في بوركينا فاسو وأركان القوات المسلحة.
ورغم صد الهجوم قتل 8 جنود وثمانية متطرفين.
وفي أكتوبر 2020، حصل إياد أغ غالي على إطلاق سراح نحو مائتي متشدد في مالي مقابل 4 رهائن بينهم الفرنسية صوفي بترونين، وفي يناير الماضي قتلت الجماعة المتشددة خمسة جنود فرنسيين في هجومين متتاليين.
وبحسب التقرير ”تعتبر فرنسا ”مجموعة دعم الإسلام والمسلمين“ وزعيمها، ”التهديد الرئيسي“ في منطقة الساحل حيث يكتسب فرع داعش في ”الصحراء الكبرى“ زخمًا، وقد تبنى المسؤولية عن مقتل ستة عمال مساعدات إنسانية فرنسيين في النيجر في أغسطس 2020.
وأكد التقرير أن السلطات الفرنسية ”تشعر بالقلق إزاء محاولات توسيع مجموعة دعم الإسلام والمسلمين باتجاه خليج غينيا مع تسلل مسلحين في كوت ديفوار وبنين، أما بالنسبة لإياد أغ غالي فيبدو أنه نجا من محاولات جزائرية لقتله“.
تكرار تجربة طالبان
ووفق التقرير ”يحلم إياد أغ غالي، الذي يستنكر ”الاحتلال العنصري والمتغطرس للصليبيين الفرنسيين“ بنجاح مماثل لنجاح حركة ”طالبان“ في أفغانستان، حيث بدأت الولايات المتحدة انسحابها للتو بعد عقدين من التدخل.
ومثلما تمكنت حركة طالبان المتجذرة في الأصل من جماعة البشتون العرقية من توسيع قاعدتها العرقية والجغرافية، فقد نجحت الحركة في دمج متمردي الطوارق في أنصار الدين مع متشددي حركة تحرير السودان، ما أدى إلى توسيع نطاق نشاطها بشكل خطير.
وأوضح التقرير أن ”الفارق الرئيسي بين تنظيم طالبان، ومجموعة دعم الإسلام والمسلمين، هو أن واشنطن وافقت على التفاوض مع الأول ما أدى إلى تهميش الحكومة في كابول بينما ترفض باريس أي شكل من أشكال المحادثات مع هذه المجموعة.
في المقابل، يبدو أن السلطات في مالي ”معنية بالحوار“ على الأقل مع أحد مكونات ”مجموعة دعم الإسلام والمسلمين“ بعد تبادل الأسرى في أكتوبر الماضي، بحسب الصحيفة.
ونوه التقرير إلى أنه ”على الرغم من عدوانيتها في منطقة الساحل فقد أظهرت مجموعة دعم الإسلام والمسلمين أنها غير قادرة كما فعل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من قبل، على ضرب الأراضي الفرنسية“، لكنه أكد أنه ”لا بد من الاعتراف بأن الشراسة المناهضة للفرنسيين من قبل هذه المجموعة تدفع بجزء متزايد من الرأي العام المحلي إلى الاعتقاد بأن الهدوء سيعود مع رحيل الفرنسيين“.